مناجاة القلب


بقلم: أكوس سوسيلو بن كارمادي

[ إلى رفيقة دربي — التى ما زالتْ في ضمير الغيب — أبعث هذه الرسالة ]

الحبّ فطرة إلهية فطرها اللهُ على بني آدم ، فلا يستطيع أحد أن يدفع عن قلبه سلطان الحبّ و هيمنته إذا نزل مستقرّاً في عرش قلبه . فهو الملك الجبّار الذى فرّض على رعيّته (نفس المحبّ) مرارة الكتمان بما يكتنفها من الدموع والشوق معاً.

وما أنا إلا شابٌ — في ريعان شبابه — الذى اضطُرّ إلى تجرّع كأس الحبّ مع مرارته وسكرته . والله لو قدرتُ أن أمحو هذه العاطفة الملتهبة من قلبي لفعلتُ ! ولكن لا سبيل إلى ذلك... وإنما هو بلاء بُليتُ به لحين قد أتيح لي . فكلّ ما في وسعي أن أكتّم لوعة الحبّ وأوجاعه في قرارة نفسي من غير الافتضاح إلى أحد رفاقي و أقربائي ، ثمّ أستودعه الله لرعاية هذا الحبّ الطاهر حتّى تنفتحَ زهورُه زاهية وتبدوَ ثمراتُه يانعة في الجنّة العُلويّة.
***
لقد حاولتُ أن أخفي عن الناس سريرة قلبي ، وأن أحجب عنهم جبروت هذا السلطان القاهر الذي يتحكم في قلبي من غير رحمة ، ولكن هذه الطاقة لم تدم طويلا... ذلك لأن سلطان الحبّ لم يكن يوما ما ليجلس فوق عرش القلوب وراء السُتُر المرخاة والحُجُب المسدلة . فمهما طال وقت اختفائه عن الأنظار والأسماع ، فلا بدّ أخيراً أن يهتك كلّ ما يحيط به من حُجُب ، ولا بدّ أن يظهر أمام الناس في جبروته القوي ، وسلطانه القاهر ، ولا بدّ أخيراً أن يعلن عن  نفسه وعن شوكته سواء رضي الناسُ أم غضبوا...

فسامحيني على هذه الجرأة والإقدام يا نور فؤادي ! الحبّ قد أعتق لساني فتكلمتُ ، وفتح حنجرتي فشكوتُ . والآن... لِندَع القلم يخطّ على هذه الصفحات البيضاء معلناً عن سرّ مكتوم في صدري.
***
عزيزتي...، إنّ بذور الحبّ بيننا قد وُجدتْ مند أول عهد صداقتنا ، وسرعان ما ترعرعتْ في بُقعة خِصبة — من بقاع الله المباركة — تسكبها قطرات الندى من علياء السماء . غير أنّ أحداً منّا لم يجرؤ أن يكاشف صاحبه بما أضمره له في نفسه من مشاعر الحبّ ؛ الحبّ الصادق الخالص الذي يتسامى على الاعتبارات الجسدية و يتعالى فوق الأوهام المادّية . لأنّ الحبّ لا يفرّق بين الأمير والحقير ، السادة والعبيد ، الغني والفقير ، فالحبّ هبة إلهية على جميع خلقه.

فأرجوكِ ألاّ تظنّي بي السوء ، لأنّي ما فعلتُ ذلك كله خوفاً من أقوال الناس ولوم اللائمين بل من أجل سعادتنا . أريد أن أجعل رحلة الحبّ تبدأ داخل الحياة الزوجية ، لا خارجها كما فعلها كثير من الشباب والفتيات.

لأنّ الحبّ الذي بدأ خارج الحياة الزوجية يبدأ كبيراً ، ثمّ سرعان ما اضمحلّ واختفى تحت الرمال المتراكمة تطمِسه أقدامُ الزمان ، فأصبح صغيراً بعد أن يشبع كلّ من الزوجين بالرغبات الجنسية و يعرف الصفات السلبية من جانبين . أمّا الحبّ الذي بدأ داخل الحياة الزوجية عن طريق الخطبة والتعرّف — كما علّمنا ديننا الإسلام — يبدأ صغيراً ، ثمّ أخذ ينمو و يزداد يوما بعد يوم ، فأصبح كبيراً بطول المعاشرة الطيبة بين الزوجين.  
***
عزيزتي...، لقد تملكتْني الحيرةُ مند أسابيع قلائل و كابدتُ آلاماً غامضة تشتدّ ولا تلين دون أن أعرف لها سبباً ولا مصدراً . فعلمتُ فيما بعد أنّ نار الشوق قد التهبتْ في كياني ، تجعل من المستحيل إطفاءها. ثمّ أتضرّع وأسأل الله بلطفه وكرمه لينقذني ممّا أنا فيه حتى أعود إلى رشدي . فاستجاب الله لدعائي إذ رأيت في المنام رؤياً صادقةً :

" عندما كنتُ ماشياً بين الحقول والبساتين والأودية في إحدى القرى بمدينة (لامونجان) أتمتّع بجمال الطبيعة التي طالما أتشوّق إليها طوال أيام غربتي في (مصر) . وكانت تصحَبني فتاةٌ من فتيات القرية اسمها (آنسة) ، نمرح ونتبادل الحديث عن المنظر الجميل الذي أبدعته يد الخالق . فسألنا كلّ من لاقينا في الطريق من الأقارب وأهل القرية: هل هذه الفتاة خطيبتكَ؟ فأجبتُهم بابتسامة مشرقة في شفتيّ.   

انتهت الشمس إلى مغيبها فعُدْنا إلى البيت مغتبطَين مسرورَين . وما إن وصلنا في عتبة الباب إذ لاح لي — أمام عينيّ — شبْحُ فتاةٍ مُلقاة بين ذراعَي أمّي تبثّ آلامها وأحزانها . ومَعَ دنوّ خطواتي نحوها ، تبيّن لي أنّ هذه الفتاة إنما هي أنتِ نفسكِ يا عزيزتي ..."

وشيئا فشيئا أخذ التفكير والتأمّل في هذه الرؤيا يُشغل ذهني . وفي نهاية المطاف وصلتُ إلى النتيجة المقنعة هي: إنّ إرادة السماء قد اختارتكِ لتكوني رفيقة دربي ، وما تلك الرؤيا الصادقة التى رأيتُها في المنام إلاّ إيماءةً من عند الله.

فالحمد لله الذي منّ علينا نعمة الحبّ ، وغرس قصّتنا في بستان الخلود . لقد صدق قول أمير البيان العربي ، مصطفى لطفي المنفلوطي:

" إنّ الله قد خلق لكلّ روح من الأرواح روحا أخرى تماثلها وتقابلها...وتسعد بلقائها...وتشقى بفراقها...ولكنه قدّر أن تضلّ كلّ روح عن أختها في الحياة الأولى ، فذلك شقاء الدنيا...وإن تهتدي إليها في الحياة الثانية ، فتلك سعادة الآخرة "




القاهرة ، 19 ربيع الأول 1435 هـ


____________________

المفردات:

درب: طريق
تجرّع: شرب
ريعان: أول الشيئ وأفضله
افتضاح: انكشاف
زاهية: مشرقة
الستر: ج كلمة ستار
مسدلة: مرسلة ، مرخاة
يهتك: يمزّق
شوكة: كناية عن البأس والقوة
أعتق: حرّر
ترعرعت: نشأتْ
بقعة: مكان
تسكب: تصبّ
متراكمة: مجتمع بكثرة
تطمس:تُبيد ، تمحو
نمرح: نفرح
شبح: ما بدا لك شخصه غير جلي
دنوّ: قرب
إيماءة: إشارة

Sederhana Itu Indah


Oleh: Toto Tasmara

Sudah menjadi aksioma, apabila budaya kebendaan telah merasuki peradaban, seringkali diiringi pula dengan semakin menipisnya nilai-nilai moral. Kehidupan manusia dipilah-pilah berdasarkan keriteria kekayaan dan jabatan kekuasaan, sehingga kita mengenal ada kelas ekonomi, bisnis, dan VIP alias manusia sangat penting.

Kita seakan dipojokkan pada situasi tanpa pilihan, menjadi piranti kehidupan yang harus menerima, seraya menampilkan sosok manusia bendawi! Tahta, harta, dan wanita menjadi aksesoris kemewahan, sebuah mata rantai yang tidak terpisahkan untuk mereguk kenikmatan bendawinya tersebut. Bagi mereka hidup adalah pesta, sanjungan, dan hura-hura. Persaingan sehat menjadi utopia dan khayalan. Moral dan etika semakin temaram dan kemudian lindap.

Mereka terlena dari zikir, mabuk kepayang dibius hawa nafsu. Mempertontonkan kemewahan di tengah-tengah jeritan kemiskinan. Menunjukkan arogansi kekuasaan di hadapan orang-orang yang telah terampas hak asasinya.

Dalam situasi seperti itu, para mujahid dakwah harus tampil ke depan untuk memberikan pelita kebenaran, mengingatkan dan mengajak mereka untuk tetap hidup sebagai manusia yang sederhana. Hidup bukanlah untuk menumpuk harta sehingga tidak produktif, tetapi justru menjadikan harta yang kita miliki mengalir dan beredar menjadi aset masyarakat, dan membersihkannya melalui Baitul Maal yang amanah. Sabda Rasulullah SAW, “Kekayaan itu bukan karena banyaknya harta benda yang dimiliki, tetapi kekayaan jiwa.” (HR. Bukhari)

Sayidina Ali menyatakan, “Kalau engkau ingin menjadi raja, maka pakailah sifat qona’ah (puas). Kalau engkau ingin surga dunia sebelum surga akhirat pakailah budi pekerti yang mulia.”

Dalam satu kesempatan, Rasulullah SAW bersabda: Tuhanku telah menawarkan kepadaku untuk menjadikan lapangan di kota Mekah menjadi emas. Aku berkata, “Jangan Engkau jadikan emas wahai Tuhanku! Tetapi, cukuplah bagiku merasa kenyang sehari, lapar sehari. Apabila aku lapar, maka aku dapat menghadap dan mengingat-Mu, dan ketika aku kenyang aku dapat bersyukur memuji-Mu.” (HR. Ahmad dan Tirmidzi)

Ucapan baginda Rasul tersebut merupakan salah satu mutiara akhlakul karimah yang disebut dengan qona’ah. Yaitu sikap menerima apa yang ada, sambil terus ikhtiar, sabar, dan tawakal, serta waspada agar tidak terperangkap  oleh segala macam godaan yang menyesatkan serta tipu daya setan yang selalu menyelusup di hati manusia.

Kita harus menjadi orang-orang yang kaya tetapi qona’ah. Kita harus tampil sebagai bangsa yang besar di mana sebagian besar pemimpinnya adalah sosok manusia yang tampil sebagai uswatun khasanah dan bersikap hidup sederhana.

Menjalani hidup bersama dengan orang miskin walaupun kita kaya, mendengarkan jeritan kaum dhuafa dan hidup sederhana walaupun kita mampu, adalah ciri pemimpin yang qona’ah. Itu semua karena kita sadar bahwa sederhana itu indah! [*]


*Dikutip dari buku SEDERHANA itu Indah terbitan Republika.




Kampung Sepuluh
Cairo, 23 Oktober 2012