اليوم هو اليوم الرابع و العشرون من (( أبريل )) . هذا اليوم حافلٌ بذِكْرَيَاتٍ لا تُنسى إذ وُلدتْ فيه فتاتان لهما المكانة العظيمة في نفسي . الفتاة الأولى هى شقيقتي الكبيرة (( إيفي ديا رحماواتي )) Evi Dia Rohmawati و أمّا الفتاة الثانية هي صديقتي (( ريني أريانتي )) Rini Ariyanti ، لقد شاء القدرُ أن يجمع عيدَ ميلادِهما فى يومٍ واحدٍ . فاسمح لي أيها القارئ العزيز أن أُهَنِّأ لهما في هذا اليوم المبارك ، أسأل الله أن يُطِيل عُمْرَيْهما و يُحَقِّق أمانيَهما . آمين .
ولعلّ القارئ يسأل عن سيرتهما الذاتية ، فحاولتُ أن أصفهما فى السطور التالية :
1. إيفى ديا رحماواتى
ولدتْ (( إيفي ديا رحماواتي )) Evi Dia Rohmawati في 24 أبريل 1985 م بمدينة (( لامونجان )) فهي أكبر مني سناًّ بثلاث سنين . فكنّا دائما ندرس فى نفس المدرسة فى المرحلتي الإعدادية و الإبتدائية ، غير أنّني فارقتُها في المرحلة الثانوية حِيْنَ التحقتُ بمعهد (( دار السلام كونتور )) للبنين إلى أن تخرّجتُ سنة 2007 م ، و التحقتْ هي في كلية الحقوق بجامعة (( محمدية - مالنج )) .
كانت (( إيفي )) أختاً حنونة و عطوفة لأخيها الصغير ، رغم أنّنى كنتُ ولداً شريراً و بكّاءً— أيام الصِبا . و لعلّ سبب ذلك راجع لكوني شقيقها الوحيد بعد وفاة شقيقنا الأوّل و الثانى و الثالث ، فأصبحتُ — بعد ذلك — كلّ رَجائِها و عَزَائِها .
وكان يتمثّل لي حنانها وعطفها في كلِّ عملٍ تعمله من أجلي . فلم تَرْضَ أنْ تَرَ ملابسى الوَسِخَة معلقة على باب حجرتي إلاّ و غسلتْها وكوتهْا من غير أن أطلبها ؛ ولم يطمئن قلبها لأداء أيّ عمل آخر قبل أن تُهيِّأ لي ألواناً من الطعام وكوباً من (( ميلو )) Milo أو (( إينرجين )) Energen على المائدة كلّ الصباح . فما أَجدرَ بي أن أحمدَ اللهَ — سبحانه — الّذي رزقني خير الأخوات وأن أشكرَه على هذه النعمة العظيمة .
2. ريني أريانتي
لا أستطيع أن أصفَ للقارئ أكثر ممّا عرفتُ عن هذه الفتاة . . .
وُلدتْ (( ريني أريانتي )) Rini Ariyanti في اليوم الّذى وُلدتْ فيه شقيقتي الكبيرة إلاّ أنهما اختلفتا في السنة ، وذلك في 24 أبريل 1989 م بمدينة (( لوبوك لينجاو )) . و قد انقضتْ أيامَ دراستِها الإعدادية و الإبتدائية في هذه المدينة ثم التحقتْ بمعهد (( سبل السلام )) لتُتمّ دراستها الثانوية . وبعد تخرّجها سنة 2007 م أرادتْ أن تتفقّه فى علوم الشريعة الإسلامية فاختارتِ الأزهرَ الشريفَ جامعةً لها .
كانت (( ريني )) فتاة شاعرة تفوق عن غيرها من الفتيات في هذا المجال ، فقد وهبها اللهُ المَوهِبة النادرة حتّى كأنّها وُلدتْ لتكون شاعرة . واتّسم شعرها برِقّة الألفاظ و دِقّة المعانى الصادرة عن قلبٍ صادقٍ فلن تجدَ تكلَفاً أو تَصنُّعاً في أشعارها ، فمِن أجود الأشعار و أكبرها تأثيراً فى نفس القارئ (( حديث القلبين )) Percakapan Dua Hati .
وقد كَتَبَ علينا القدرُ أن تكون بيننا الصَداقةُ بسبب هِوايَتنا و مُيولنا نحو الكتابة الأدبية . فكان عِندنا مجموعةٌ من كُتّاب الشباب مؤلّفة من: ستة شبابٍ و فَتاتَين تسمّى (( لينسا )) Lensa ، قُمنا بالأنشطة الصحافية تارةً و تأليفِ الكتاب تارةً أخرى . ولكنّ نشاط الدراسة و متاعب العيش في (( مصر )) أَوْقَفَانَا و حَرَّمَانَا عن الاستمرار في هذا المجال ، ولم نلتقِ بعضُنا بعضًا إلاّ في الأوقات الفارغة .
وممّا يلفت النظر ، أنّ هذه الفتاةَ ذات شخصيّةٍ جَذَّابَةٍ تجعل كلّ من تُصاحبها من الفتيات تشعر بالغبطة و السرور . وهي الّتى علّمتْني معنى السعادة ؛ كيف نكون أسعد الناس في هذه الحياة ؟ وهذه النصيحة تَتلخّص في كلمةٍ واحدةٍ "الابتسام" . اِبْتَسِمْ للحياة ، فكأنّ الدنيا ومن فيها تَبتسمُ إليكَ ! فالحمد لله الّذي جعل قصتَها ممتزجةً بقصتي في رحاب الأزهر الشريف ، شكراً له على الدوام .
القاهرة ، 24 أبريل 2012