البداية

البداية دائما تكون صعبة ، لارتباطها بالنهاية ، و اتساقها مع المقصود ، و اقتضائها خطة مرسومة ، و أدوات لتحقيقها ، و توقعات بمحاذيرها ، فلا يسعى في طريق قبل دراسته ، ولا يولج في باب دون الاستعداد له ، و كلّ بداية لا تتبصر كلّ ما ذكر هي بداية ضالة ، تضرّ ولا تنفع ، و تفرّق ولا تجمع ، من أجل ذلك كان بدء الوحي صعبا و كان أوله اقرأ لتبصر الطريق عند البدء و كان قوله سبحانه " باسم ربك " توجيها للبدء ، و إشارة للغاية و المقصد ، و تحديد الهدف ، فلابدّ أن تكون العين على الانتهاء عند البدء ، فلتكن بدايتكم باسم الله ، ولتكن أدوات البدء التسلح بالعلم ، والتخلق بالحلم ، والتحلى بالصبر ، والتجرد لله ، والتآسى بأعظم الخلق " وإنك لعلى خلق عظيم " فليكن حسن الخلق عماد بدئكم و عمود طريقكم.

أ.د/ إبراهيم صلاح الهدهد ، عميد كلية اللغة العربية جامعة الأزهر الشريف

0 komentar:

Posting Komentar